السلام عليكم
شخباركم ..؟
حبيت احط لكم شرح قصائد عرب 201
عشان توحيد مسارات و الي يدرسون هالمقرر يستفيدون ..
.
.
شرح و تحليل الخطبة ..
خطبة الأمام علي
التحليل والدراسة
خطب الإمام علي عليه السلام بهذه الخطبة في أول خلافته ، وقد افتتحها بحمد الله والثناء عليه . وصدّر كلامه بالتنبيه على فضيلة الكتاب ، كي يشدهم ويدفعهم إليه للعمل.
( إنّ الله أنزل كتاباّ هادياً بيّن فيه الخير والشر ) منح الله سبحانه وتعالى الإنسان العقل والقدرة والإرادة وأنزل شريعة تهدي إلى حلاله وحرامه بيّنها على لسان نبيّه كتاباً وسنة ، فالخير مقرب إلى رضوانه والشر مبعد عن جنانه ، لذلك لم يدع عذراً لمعتذر .
( فخذوا نهج الخير تهتدوا ) ثم أمر بأخذ طريق الخير لكونه طريق الهدى للمطالب الحقيقية الباقية وكل ما فيه صلاح الناس فهو خير عند الله .
( اصدفوا عن سمت الشر تقصدوا ) ثم أمر بالإعراض عن الشر وسمته لاستلزام الإعراض عنه لزوم طريق الحق والاستقامة ، أي تستقيموا على الطريقة المثلى . وتجدر الإشارة إلى أن القرآن الكريم يهدف أولاً وقبل كل شيء إلى غرس الإيمان في القلوب ونموه ، لأنه الدافع والمحرك إلى فعل الخير وترك الشر ، ومن أجل التعليم وتربيةالنفوس على الإيمان .
( الفرائض ، الفرائض أدوها إلى الله تؤدكم إلى الجنة ) ثم أمر بلزوم الفرائض من العبادات والمحافظة عليها كالصلاة والزكاة لأنها أقوى طريق الخير ولذا رتب عليها أمراً مهماً وهو أنها تؤدي بهم إلى الجنة لأن الجنة منتهى الخير كله . فالعبادة لا تُؤدِّ بأحد إلى الجنة إذا لم ينته معها عن الفحشاء والمنكر ، وأقصى ما هنالك أنه لا يحاسب عليها إن جاء بها على الوجه الأكمل ، أي بمعنى آخر أوصلوا الفرائض إليه لتوصلكم إلى الجنة . وهو من باب المشاكلة إذْ المراد بإيصالها إلى الله التقرب بها إليه وطلب الزلفى بما لديه . ونسبة التديه إلى الجنة من باب المجاز العقلي والإسناد إلى السبب .
( إنّ الله حرم حراماً غير مجهول ) ثم بيّن ما حرّم الله في كتابه ولسان نبيه وهذا ليس يخفى علمه على أحد بل فصَّل ذلك وبيّن لئلا يبقى للعباد عذراً وحجة ، ولئلا يسوغ لهم أن يقولوا حرم علينا ما لا نعلمه . وبمعنى آخر : أي بين لا شبهة فيه فيجب تركه ، أما المشتبه فيترك من باب التقوى ؛ لأن الوقوع فيما يريب يجر إلى الوقوع فيما يعيب ،وفي هذا المعنى قال رسول الأعظم (ص) : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) أي دع ما يلقي الشك في نفسك إلى ما يوجب راحتها واطمئنانها .
( وأحل حلالاً غير مدخول ) وكما بين الحرام فلا بد أن يبين الحلال ، أي أن ما أحل الله من الطيبات وأباحه للناس لا عيب فيه ولا شبهة تعتريه ...
ومن ذلك نلحظ أنه يوازن بين أمرين متضادين ، ويريد من الموازنة الترغيب في الواجبات والتنفير من المحرمات ، فمحرمات الشريعة واضحة لا غبار عليها ، وما أحل ليس فيه شك وريبة . أما بالنسبة لوصفه الحرام بكونه غير مجهول سببه هو أن كل شيء لك حلال حتى تعرف الحرام بعينه فتدعه وذلك فيما لم يكن علم إجمالي ووصفه الحلال بكونه غير مدخول لأنه إنما أحل حلالاً لم يدخل فيه الحرام فيحرم الحلال أيضاً معه كما لو علم الحرام تفصيلاً معيناً بعد أحل وحرم .
وفضّل حرمة المسلم على الحرم كلها ) ثم بيّن لكل الناس حقوق تجب مراعاتها كل الناس أياّ كان دينه ومذهبه ورأيه ، كحقه في الحياة وحماية مصالحه ، وانصافه ، واعتباره بريئاًَ حت تثبت إدانته ولا هل كله ملة ودين حقوق على بعضهم البعض يحددها دينهم وشريعتهم وخص بالذكر حرمة المسلم وأن عليه حصانة لا يجوز لأحد انتهاكها أو التعدي عليها ، وجعلها من أفضل الحرم التي يجب رعايتها والمحافظة عليها ، فطالما أن هذا المسلم لم يهتك ستره ولم يخرج مستهتراً بحرمات الله التي حرمها عليه لا يجوز لأحد ملاحقته أو التجسس عليه وكشف عوراته المستورة ومن هنا حرم التجسس وإفشاء الأسرار وملاحقة الناس إلى بيوتهم .
( وشدّ بالإخلاص والتوحيد حقوق المسلمين في معاقدها ) ثم بيّن أن للمسمين حقوقاً مصدرها الإخلاص لله ووحدانيته ، فإنّ كل من وحّد الله واخلص له جعل له على المسلمين حقوقاً متكاتفة متآلفة مترابط بعضها بعضاً ، لأن الإخلاص والتوحيد داعيان إلى المحافظة على حقوق المسلمين صارفان عن انتهاك محارمهم .
( فالمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه إلا بالحق ) ثم عرّف المسلم بأخص صفاته وأهمها وهي أن المسلم الصحيح السليم المستقيم من سلم المسلمون لسانه ويده ، فلا يذكر عيوب الناس ولا يتتبع عوراتهم ولا يغتابهم ولا ينم عليهم ولا يوشي بينهم وكذلك يسلم المسلمون من يده فلا يعتدي عليهم بضرب أو قتل أو ما أشبه ذلك . واستثنى من ذلك ما كان بالحق كأن يكون في معرض الشهادة فيخرج الشاهد أو يشهد عليه بمثل ما اعتدى عليه فيرد اللطمة بلطمة مثلها .
( ولا يحل أذى المسلم إلا بما يجب ) ثم ذكر مصداقاً لعله بكثرة تداوله بين الناس وهو أنه لا يجوز أذية المسلم إلا بالحق ، والأذية قد تكون بالكلام وقد تكون بالإهانة وقد تكون باليد فهذه لا تجوز إلا بالحق . وفي الشريعة كإجراء الحدود عليه وإن كان موجباً لأذاه ، إلا أنه محظور لأن إجراء الحدود واجباً وإذا جُمعت هذه الجمل كانت هكذا ( المسلم المخلص الموحد محترم ، لا يجوز تناوله بيد أو لسان إلا بالحق ) وهذا من مصاديق الحرام غير المدخول .
( اتقوا الله في عباده وبلاده ، فإنكم مسؤولون عن البقاع والبهائم ) أمرهم بتقوى الله في عباده بأن لا يؤذوا أحداً أو يعتدوا على أحد ويؤدّون لكل ذي حق حقه ، وذلك بلزوم خوف الله سبحانه وتعالى في مراعاة ما ينبغي لكل أحد مع غيره . وكذلك في بلاده فلا يفسدوا في الأرض ولا يعلون ويتبعون ما أمر الله في المعاملات والأمور الدائرة بين الناس في البلاد ، والقيام بحق المقام والعمل به في كل مكان بما أمر به وبيّن سبب ذلك هو أنهم مسؤولون عن البقاع وهي البلاد ، ولماذا اختاروا هذه الأرض دون غيرها مع ما فيها من الظلم وارتكاب المحرمات ؟ ولماذا تركوا تلك مع مافيها من عدل وإقامة للحق ، بل حتى البهائم يُسأل عنها الإنسان ؛ فإن لها من الحقوق ما هو مرسوم من حيث إنه لا يجوز إجاعتها ولا ضرب وجهها وإذا نزل عنها ابتدأ بعلفها وأن لا يحمّلها فوق طاقتها ما لا تطيق ؛ لأنها خلقت لمنفعة الإنسان ، و في هذا إشارة لقوله تعالى : (( ولَتُسْئلُنَّ عما كنتم تعملون )) .
( أطيعوا الله ولا تعصوه ، وإذا رأيتم الخير فخذوا به وإذا رأيتم الشر فأعرضوا عنه ) وفي النهاية اجمل القول بالأمر بطاعة الله فيما أمر لأنه ينفعكم في العاجل والآجل ويكون سبباً في سعادتكم ، وأمر بترك معصيته فيما نهى ؛ لأن طريق الشر يسوقكم إلى الجحيم ويكون سبباً في شقاوتكم ، ويؤدي إلى العذاب الأليم . وهذا عنوان عام تندرج تحته كل الواجبات وكل المحرمات والعاقل هو الذي إذا رأى الخير بادر إليه وإذا رأى الشر أعرض عنه ولم يلتفت إليه .
الغرض من الخطبة : الحث على التقوى والعمل الصالح ، وبذل الخير في سبيل مرضاة الله .
تابع شرح باقي القصائد